مسؤوليتنا تجاه هويتنا (اللغة العربية )
بسم الله الرحمن الرحيم ,والحمد لله رب العالمين ,والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ..
اللغة العربية من أسمى اللغات التي ظهرت في تاريخ البشرية على
الإطلاق ,ويكفيها شرفا أن الله اصطفاها من بين اللغات لتكون وعاء الكتابة المنزل من السماء ,وسنة المصطفى صل الله عليه وسلم .
قال تعالى :((إنا نحن نزلنا الذكرى وإنا له لحافظون ))
سورة الحجر آية 9
ونحن عندما نتحدث اللغة العربية .ليست مهمة تخاطب فقط
بل نؤدي بها شعيرة إيمانية أيضا .
فهي لغة (عبادة )
فاللغة والدين أمران لا غنى لأحدهما عن الآخر فهي لغة الإسلام
التي يتعبد بها خمس سكان العالم .
فمن هذا المنطلق وجب على الفرد والمجتمع والدولة الحفاظ على اللغة العربية وخصوصا في عصر التحديات والعمالة الوافدة .
في بعض اللغات الأخرى تحرص على أن تعطي أبنائها أكبر قدر
من المفردات وتبدأ معه في سن الرابعة بمعدل عشر كلمات يوميا ,بحيث أنه إذا وصل إلى مرحلة عمرية معينة قد تشبع بأكبر عدد
ممكن من الكلمات مما تؤهله لطلب علمه وموهبته .
في المقابل نجد أطفالنا عندما يبلغون مرحلة التعليم لايجيد
بعض الكلمات باللغة العربية ,وهذا واقع نلمسه في المدارس من
خلال التعامل معهم يوميا .
بحيث اللغة المكتسبة من العمالة الموجودة في المنزل ,وإهمال دور الوالدين والأسرة .
فلغتنا العربية في خطر فيجب أن نحميها ونحافظ عليها في
صدورنا وعقولنا وألسنتنا وخصوصا في الأجيال القادمة
لأن كل جيل يختلف عن الجيل الآخر .
لأنه يعتقد إذا ترك التحدث بالعربية والتجأ إلى غيرها يعتبره
تطورا وتقدما .
هذا لا يمنع تعلم اللغات الأخرى .
ولكن أرى أن تعلم لغتنا فرض ,وإجادتها واجب ونشرها غاية
كل عربي ومسلم .
قال تعالى :((إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ))
سورة يوسف آية 3
*فإن كانت أما أو أبا وجب عليهما تعليم أطفالهما مفردات
اللغة العربية قبل أي لغة بكلمات مبسطة , وحثهم على
قراءة القرآن الكريم .
ولا يتركان أطفالهما ضحية العمالة المنزلية .
ويعتقد الكثير من الأهل أن تعلم أبنائهم لأي لغة قبل العربية
يعتبر تطورا وتقدما وتراهم يفتخرون بإتقان أطفالهم لها .
وهذا من الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الناس .
وفي الدرجة الثانية تأتي مهمة المعلم ,فواجبه أعظم وعليه
النهوض باللغة ,لأنه أعلم بأسرارها ومكانتها على مدى قرون
عديدة ,ونقلت علوم الحضارات القديمة إلى الحضارات الحديثة
فهي باعثة الحضارات ,وجامعة الشعوب الإسلامية .
فيجب عليه التحدث بالفصحى مع طلابه ,وتلقينهم المعلومات
بلغة صحيحة ,وحثهم على القراءة والإطلاع ,والاستكشاف
للمعلومات , وطلب التفاعل معه باللغة العربية الفصحى وعدم
السماح لهم باستخدام العامية .
بحيث لا تكون طريقة تلقين وحفظ فقط ,فيجب التعامل معهم
سمعيا وبصريا وحسيا وحركيا .
جاء عن يحيى بن عتيق قال قلت للحسن يا أبا سعيد الرجل
يتعلم اللغة العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقيم بها قراءته
,قال الحسن يا ابن أخي فتعلمها ...
وجاء عن أحد الخلفاء الراشدين .
تعلموا العربية فإنها تثبت العقل وتزيد المروءة .
ومن المهام التي يجب أن تهتم بها الدولة للحفاظ على اللغة العربية :
فتح معاهد لتعلم اللغة العربية نطقا وكتابة لأبنائها والوافدين ونشرها .
يجب استعمال اللغة العربية الفصحى في كل المعاملات ,والدوائر,
والمحافل الرسمية , والبرامج الإذاعية والتلفاز , ونبذ اللهجة
العامية .
القرآن يقوم اللسان فيجب الحث على قراءته وحفظه لأنه يقوي الحصيلة اللغوية العربية الصحيحة .
الاهتمام بالمدارس وجعل اللغة العربية الفصحى أساسا للحديث
والتخاطب والتعلم , وعلى المعلم استعمال الوسائل المعينة
على ذلك , ولا يسمح لأي طالب بغير اللغة العربية الفصحى .
يجب توفير معاجم للغة العربية في جميع فئات المدارس
(ابتدائي – متوسط – ثانوي )
والتدريب على كيفية الاستخدام للمعلم والطالب .
تشجيع الطلاب المبدعين والمبتكرين والمؤلفين على الكتابة
والتحدث بلغتهم العربية الفصحى .
إلزام الشركات والمؤسسات الإعلانات التجارية بالعربية
الفصحى , والابتعاد عن العامية واللغات الأخرى .
يجب إلزام أصحاب المحلات التجارية ,كتابة أسماء محلاتهم باللغة
العربية الفصحى ,ونبذ اللهجة العامية ,والابتعاد عن اللغات الأخرى ..(اقتباس بتصرف )
(( مجرد رأي ))
ويجب تشجيع اللغة العربية الفصحى من قبل وزارة التربية والتعليم
وتتمثل في النقاط التالية :
1-إلزام جميع منسوبات ومنسوبي التعليم باللغة العربية الفصحى تحدثا وكتابة وقراءة , ونبذ اللغة العامية ,لأن
الطالب يأخذ العلم من مصدره الأول . فإذا تدرب من بداية
دخوله للمدرسة عليها أصبحت سهلة لديه .
2-جعل إتقان اللغة العربية الفصحى من أساسيات التوظيف لديها .
3-توضع لجنة للمرور على المدارس وقياس مدى تحقيق طلابها ومعلميها للغة العربية الفصحى .
بحيث يكون تنافس بين المدارس .
3-وضع جائزة ويكون مسماها (جائزة إتقان اللغة العربية الفصحى )
وتشمل جميع الفئات (مشرف –مدير –معلم –طالب )
إذا أشركنا جميع هذه الفئات سوف يكون الإتقان أكثر
لأنهم يمثلون شريحة المجتمع .
فسوف تحرص الأسرة على تدريب أبنائها وبذلك نكون أشركنا الأسرة مع المدرسة .
4- يشترط في في يوم اللغة العربية أومهرجان اللغة العربية
إتقان الفصحى كتابة وتحدثاً وقراءة وما عدا ذلك يرفض .
5-إشراك وسائل الإعلام بحيث تبث برامج مخصصة للغة العربية الفصحى .
ونشر المهرجانات للغة .
ونشر مهمة التربية والتعليم والجائزة وموعد تسليمها ,كما يحدث في الجوائز الأخرى .
6- تنشئ الوزارة قنوات هادفة لتعويد الأذن على سماع
الفصيح من اللغة كالدروس والأفلام الهادفة .
ختاما أدعوا أبنائنا وبناتنا أن يتعرفوا
جمال اللغة القرآنية فيتلذذوا بها تلذذ
الجائع بأطيب الطعام .
المعلمة : نورة العتيبي